القائمة الرئيسية

الصفحات

خير ما يكتب لخير ما يرغب

خير ما يكتب لخير ما يرغب

خواطر نورانية

صورة مقال خير ما يكتب لخير ما يرغب

يا..... بني آدم، الحياة فسحة عمر محدود، وكتاب خزان معدود، لا غيرك يملؤه، ولا سواك يتصفحه، يوم الشاهد والمشهود، لعمرك إنه آت لا محالة فيه ولا ردود، فأنت في الخيار إفعل ولا تفعل والقرار إليك يعود، ما دام نفسك موجود، وفسحة العمر تجود.

يقول الحق المنزل في الكتاب المرتل:


{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}

[سورة البقرة: الآية 256]

وقال تعالى العلي العظيم:


{إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا} [سورة المزمل: الآية 19]

وقوله تعالى وتقدس في سورة الكهف:


{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا. }

[سورة الكهف: الآية 29]

واعلم أيها الإنسان أنك في هذه الفسحة من عمرك مدين لربك بعبادته مرهون, وبعملك مفتون, في خطاك وسيرك، بين دارين لا محيض عنهما في آخر مطافك، إما دار النعيم، وإما دار الجحيم، وأنك مصنف بين فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، فاختر لنفسك أي الدارين وأي الفريقين تختار. وفي فسحتك من عمرك هذه، عذرك مقبول، وغلطك مستور، وذنبك مغفور، وتوبتك ورجوعك مشكور، وإنابتك إلى مولاك الذي بشرك برحمته الواسعة، لدليل مكتوب ومقرور. بقوله جل علاه، في سورة الزمر :


{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [سورة الزمر: الآية 53]

أفلا نبادر إلى تجديد العهد والميثاق مع الله الواحد الرزاق، ونطهر أنفسنا من الرياء والنفاق، ونجبر ما بيننا من الشقاق، ونتشبت بمكارم الأخلاق، ما دامت الفسحة في اﻹنطلاق. فكل بيت تسكنه بذوقك، وتنمقه بعشقك، وتزينه بحدائقك، الذي من خيارك وحقك، وكل أموالك التي جمعتنا بجهدك وكدك وحرصك، قد تغيب عنها يوم حتفك وخنقك، وانقطاع أجلك ورزقك، ولا يبقى إلا :


إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)

[سورة الإسراء: الآية 13 و 14]

بقلم

محمد السوارتي الإدريسي

تعليقات