القائمة الرئيسية

الصفحات

كلام من مشكاة الهدى

كلام من مشكاة الهدى

يقتدي به من اهتدى

صورة مقال كلام من مشكاة الهدى

لقد جاء اﻹسلام ليرفع مكانة المرأة في المجتمع اﻹسلامي ويكرمها ويعلو شأنها الذي كان منحطا في الجاهلية، فكان جديرا بشريعته السمحاء أن يحث ويحرص على كرامتها كأم وأخت وبنت وزوجة، وأن يلبسها رداء العفة والوقار، وكسوة الحشمة والحياء واﻹكبار.

فمن باب الحرص عليك يا ابنت اﻹسلام، ومن جانب الغيرة على طهرك ونقاؤك من خبث الذئاب البشرية اللئام، وانت الجوهرة المصونة، العفيفة الدرة القح المكنونة، ألا تحبي أن تكون قدوتك فاطمة الزهراء البتول، بنت محمد النبي المصطفى الرسول ﷺ.

ويوم البعث تكونين في جوارها يوم يعز الجار والجوار، فلا تكشفي أيها البنت المسلمة الفاضلة سرك المستور بالعفة والوقار ولا تكوني عرضة وعبثا للأهواء، فأنت اﻹبنة البارة الحاملة شرف اﻷسرة وإسم العائلة، لا تتسرعي ولا تغتري بطيف اﻷلوان الزائفة الباهرة، ولا بحلو الكلام المنمق المعسول، من اﻷفواه المتشدقة السافلة الساحرة، لا تكوني عاجلة ولا تستعجلي على رزقك ونصيبك فالزواج رزق وقسمة من الله فلا يعقد قرانه في اﻵرض حتى يعقد في السماء، فكوني مع الله يكون معك أينما كنت، فمن كان مع الله كان الله معه، وهو القائل في قوله الحكيم في كتابه الكريم:


(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

[سورة الحديد: الآية 4]

تقي بنفسك يا بنت اﻹسلام بتقتك بربك واعلمي أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك ولا تدركين إلا ما هو مكتوب عليك في الغيب عند الله، فاحسني ظنك بربك القائل في حديث قدسي :


"أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فخيرا"

فالمرأة كالمرآت هشة شفافة، إذا ما جرحت لا يلتئم جرحها وإذا ما تكسرت لا يجبر كسرها، هذه أنت أيها البنت المسلمة حماك الله، فلقد حرص اﻹسلام عليك مند نشأتك وأوصى عنك اﻷب واﻷخ والزوج فأنت الوردة المدللة فاعرفي قدرك المرفوع بالطهر والعفاف، ودورك الكبير في تكوين اﻷجيال المسلمة الصالحة بصلاحك، فاحرصي على نفسك وصونيها بالطهر فإنك التربة الخصبة للمجتمع المسلم السليم، فلا تبهرك المظاهر الزائفة ولا يأخذ لبك تسويف القول المفبرك المغشوش.

تسلحي بإيمانك القوي بربك، ولا تكوني كالتي يضرب عليها المثل ويقال، (على مثلها تقع الطيور) وخاصة في هذا العصر المريب اﻷغبر، الذي انقلبت فيه الحقائق وتشوهت المعاني الخلقية واﻷخلاقية، وكثرت فيه الوحوش البشرية الضارية والنسور اﻵدمية الهمجية التي لا تراعي إلّا ولا ذمة، واستخفت بالعرض والشرف، وأصبحوا عبيد الشهوة والنشوة واللهو والترف، والمرأة العفيفة الضحية اﻷولى واﻷخيرة فيه، ولقد كانت آخر وصية الرسول المصطفي ﷺ في حجة الوداع بعد أن أوصى على الصلاة والحفاظ عليها وهي العهد، أوصى بالمرأة وبالحفاظ عليها وإكرامها وهي اﻷمانة.

بقلم

محمد السوارتي الإدريسي

تعليقات