على شواظ صفيح ساخن
قصيدة شعرية
على شواظ صفيح ساخن
تسجر أحلامنا الوهمية
وتتبخر خيالاتنا الواهية
وأمانينا كسراب خاوية
لم تبقى لذكرها من باقية
كصخرة هوت من جبال عالية
نحيا حياتنا بتقادف الأيام
ودوران السنين والأعوام
يأخذنا بالنواصي والأقدام
يحولنا من عمالقة إلى أقزام
كل الورود تختفي عند الإعصار
ساعتها يتساوى الليل والنهار
لا تسأل عن التيه لحظة الإنهيار
تتشعب الطرق ويتوقف المسار
ما أشد وأنكى وأعتى وطأة الغباء
عند اكتشاف أقنعة المكر الهوجاء
لما يتحول الأخلاء الأحبة إلى غرباء
وإخوة الدين والعرق والملة إلى أعداء
واقعنا الحالي مر علقم شائك سقيم
لا طب يداويه ولا فقه يرقيه من عليم
حتى متى التيه في سباتنا المر العقيم
يا خير أمة أخرجت للناس من رب حكيم
صمت الٱذان وعميت الأبصار وتقلبت القلوب
تفرقنا شيعا وأحزابا وتفشت فينا العيوب
تهنا في غياهيب التبعية والولاء المنكوب
ضيعنا سبل الرشاد فاختلطت علينا الدروب
إخواننا يبادون بلا موجب شرع مكتوب
مقدساتنا تدنس من أجلف عرق معطوب
فقدنا أسوتنا بين ضعف الطالب والمطلوب
خبت فينا روح حميمية العز المرغوب
أيننا من أسلافنا أهل النصرة والفداء
إذا تداعا قطر هبوا ملبيين صوت النداء
ما جبنوا قطعا ولا أستكانوا بعزم الإخاء
إخوة بالحق كانوا ينتفضون بلا مراء
سادوا وبتوحيدهم تسيدوا على الأعداء
بنوا عزا شامخا لنا فضيعناه بعر الغباء
بقلم
محمد السوارتي الإدريسي
تعليقات
إرسال تعليق