القائمة الرئيسية

الصفحات

القرآن الكريم مشكاة الحكمة البالغة

خواطر نورانية: القرآن الكريم

مشكاة الحكمة البالغة

صورة مقال القرآن الكريم مشكاة الحكمة البالغة

(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ)

(إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)

[سورة اﻹسراء: الآية 9]

القرآن هو البوصلة التي تدل على الهدى والطريق المستقيم الذي ارتضاه الله لعباده، ومن تجليات حكمته الفياضة أنه نورها ومشكاة وكوكبها الدري الذي يستضاء بقبس وهج سناه المشع بالأنوار، ينير الأبصار، ويبلج ظلام الأفكار، لأنها صادرة من لدن العلي الحكيم، (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

لذا تجد القرآن الذكر الحكيم، من أول سوره إلى آخرها يتلألأ حكمة ويتوهج معاني وأمثلة للحكمة البالغة، يسرد الحكمة بأسلوبه المتفرد، وعطائه المتقد، ونوره المتجدد، فهو الروعة في المثل، والدقة في الوصف المكتمل، والأسلوب الرقيق المدلل، جامع مانع لبوادر درر الحكمة الربانية المتدفقة من سيولة نهره الغزير.

فمن أروع الحكم التي سُطرت ذهباً بين دفتيه المثمّلة في سورة لقمان الذي لُقب بالحكيم، العبد الصالح الذي عرف ربه حق المعرفة فأخلص له في السر والعلن، وكرمه ربه الكريم أن أجرى على لسانه الحكمة التي أعلى بها شأنه ورفع قدره إلى مقام أوليائه الصالحين، وخلد اسمه في القرآن الكريم بين خاصته. فمن أراد أن يغترف الحكمة الناجية فليطلبها في الوصايا العشر من سورة لقمان.

وهناك الحكمة البالغة الشماء، والتقرير الرباني المختوم بالرضا والرضوان، المتراسي في سورة الإسراء، عطاء وأي عطاء، الحكمة تتناثر جواهر، وتتشكل ألواحاً باهرة لمن أراد أن يعتبر ويتذكر، فهي كافية له في عبور أجله المقدر له في دنياه الفانية، إن تدبرها ووعاها قولاً وعملاً وهو مؤمن موقن مخلص خالص، متمسك بعروتها الوثقى التي لا انفصام لها، تحييه حياة السعادة في حياة دنياه بين أهله وذويه وأفراد مجتمعه، ويوم الحشر يجدها قنطرة آمنة بإذن ربه إلى الجنة والجنان، في رضا ورضوان ربه ومولاه، فلله الحكمة البالغة.

لكل شيء أول وآخر

إلا الرب الواحد القدير

تعالى لا ند له ولا نظير

الكون أجمع بنوره منير

تقدس وجل بتفرده جدير

واحد أحد صمد حكيم خبير


بقلم

محمد السوارتي الإدريسي

تعليقات