الحكمة في السنة
خواطر نورانية

قال الرب العلي العظيم في محكمه الحكيم، في سُورَةُ الجُمُعَةِ:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}
[سورة الجمعة: الآية 2]
إن الدور الرئيسي الذي أناط الله به رسله هو تبليغ أممهم رسالته إليهم، وتعليمهم شعائره وتعريفهم به وبآياته الدالة على وحدانيته ووجوده، واستنباط حكمته المنزلة في كتبه، التي هي المجداف لهم في عبور يم الحياة الهائج، واقتحام عقبتها وما أدراك ما العقبة، والتي بها يحصلون على رضا ربهم في حياتهم ومماتهم، ولقد خص الله رسوله المصطفى المختار ﷺ، برسالته الخاتمة للرسالات كما جعله خاتم النبيين.
وهو الأمي الذي لا يدري ما الكتاب ولا يخطه بيمينه، فكرمه ربه وأعظم شأنه ورفع ذكره، وعلمه ما لم يكن يعلم، فقاد وساد مجتمعه الأمي إلى معالي الأخلاق، وكمال الحكمة والوفاق، رفعهم من الجاهلية الجهلاء الظلماء، إلى العلم والنور ومعالم الحكمة والعطاء، فكانت محجته البيضاء، وسنته المحمدية الطاهرة طهر الصفاء، قولا وعملاء مراس القدوة والإقتداء، والأسوة الحسنة والإهتداء.
إنه الرسول الأكرم المكرم على سائر الخلق والأنام، فلقد علمه ربه عوالم العلوم وكشف له أسرار الكون، ونقى صدره من الشكوك وأبعده عن ريب الظنون، فهو معلم الحكمة، والأستاذ الأعظم للخلق والأخلاق والهمة، هادي الأمة، ومفرج الغمة، كلامه درر الحكمة، فهو النور الوهاج حكمة وبلاغة، وهو السراج المنير مجد الله أخلاقه وخلقه، بقوله تعالى، {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [سورة القلم: الآية 4]، ونزه قوله، بقوله الحكيم، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)} [سورة النجم]، وأثنى عليه في قوله جل شأنه،
{قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16)}
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: الآية 15-16]
ينابيع الحكمة تخرج من أكمامه دررا متناثرة، والقول الحكيم يشع نورا من لسانه وثغره أنوارا منتشرة عليه صلوات الله المباركة الطيبة وعلى آله وصحابته الخيار البررة.
بقلم
محمد السوارتي الإدريسي
مزيدا من التألق مواضيع في قمة الروعة
ردحذف